الغالبية العظمى من سكان مصر في عصر الرومان لم يحدث تغيير جذري في حياتهم ، ما بين عصري البطالمة والرومان ، فليس هناك فارق يذكر بين أن يكون حاكمهم هو الملك البطلمي أو الإمبراطور الروماني .
يتخذ البناء الأجتماعي في مصر شكلاً هرمياً ، يحتل قمته المواطنون الرومان ، وهم الفئة التي طرأت على المجتمع المصري بعد الفتح الروماني ، وتتكون من كبار الموظفين والجنود ، ورجال الأعمال والتجار ، وهي فئة لم تكن كبيرة العدد مقارنة بباقي السكان ، وكان أفرادها ينعمون بكافة الأمتيازات ، ويأتي بعد ذلك قطاع كبير من ذوي الأمتيازات الأقل وهم الأغريق واليهود ، ويقع في قاعدة الهرم الأجتماعي باقي سكان مصر من المزارعين والحرفيين وصغار الملاك و التجار ، أي الغالبية العظمى من الشعب التي كانت تلقى معاملة جائرة من الأدارة الرومانية ، ويطلق عليهم أجمالاً "المصريون" .
كانت توجد حدود فاصلة بين هذه الطبقات ، فكان من ضروب المستحيل أن يتمكن فرد من القفز إلى طبقة أعلى ، إلا في حالات أستثنائية ، وبإذن خاص من الإمبراطور شخصياً ، وكان بعض أثرياء الإسكندرية ، والشخصيات البارزة في المدينة يكافأون بمنحهم المواطنة الرومانية ، فقد كانت طبقة الأثرياء كما هو الحال في سائر أنحاء الأمبراطورية ، موالية للرومان ، ولم يكن الرومان أسخياء في منح المواطنة الرومانية ، رغبة منهم في الحفاظ على الفوارق بين الطبقات ، ولكن في عام 212 أقدم الأمبراطور كراكالا على خطوة جريئة حين ألغى بجرة قلم تلك الفوارق ، ومنح كافة سكان الإمبراطورية المواطنة الرومانية .