الطموح
بقلم/سليم على شراب
هذه قصةعن الطموح وعن الإصرار وعن العمل أوصلت صاحبها إلى الملايين
تقدم شاب جامعي للعمل في احد المصانع الكبيرة في وظيفة حارس بعد أن ضاقت به كل السبل للعمل بشهادته الجامعية,في المؤسسات الحكومية, حيث انه المعيل الوحيد لأسرته
بعد إجراء المقابلة التي تنافس عليها المئات من الشباب والمحتاجين للعمل
اخبره صاحب المصنع بانه تم اختيارك للعمل بوظيفة حارس, ولكن لم يبقى سوى شرط واحد لتستلم الوظيفة وهى أن تدفع مقدما مبلغا بقيمة ألف دولار مقابل قطعة السلاح التي سوف تستلمها منى للحراسة
أجاب الشاب : ولكنني لاامتلك هذا المبلغ , و لو كنت امتلكه ماجئت لطلب الوظيفة التي لاتليق بشهادتي الجامعية "شهادة الحقوق"
رد عليه صاحب المصنع بعنجهية وتكبر وكيف اضمن قطعة السلاح التي أسلمك إياها ؟!! أخاف أن تقوم ببيعها وتهرب كما فعل غيرك من الذين عملوا قبلك .
خرج الشاب حزينا لعدم حصوله على الوظيفة التي جاءت بعد محاولات كثيرة, وفكرا ماعساه أن يفعل وهو لايملك هذا المبلغ
بعد تفكير عميق ذهب الشاب إلى مجامع الزبالة واخذ ينبش فيها عن الاوانى البلاستيكية ومخلفات الألمنيوم
ثم اخذ يتنقل في الأحياء السكنية والمنازل يشترى بماله القليل الذي جمعه من بيع مخلفات الزبالة الأغراض القديمة من اوانى نحاسية ومعدنية وأدوات كهربائية قديمة يبيعها في الأسواق كتحف وبأسعار قليلة تجذب الزبائن لشرائها, ونجح في زيادة رأس ماله وبعد اسبوع جمع أكثر من ثلاثة مأته دولار, أدرك الشاب بأنه يمنكنه العيش بهذه الطريقة فأخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج من منزله في الصباح الباكر ويعود ليلا , أرباح الشاب بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ينقل بها الأغراض التي يشتريها ويبيعها , ثم أصبح عنده عربة يجرها حصان "كاره" ثم اشترى شاحنة صغيرة وفتح محلا صغيرا لبيع الأدوات الكهربائية المستعملة , وكان متسامحا في بيعه فبارك الله له في ماله وأصبح لديه محلا كبيرا يبيع فيه إلى جانب الأغراض المستعملة بعض الأجهزة الحديثة , شيئا فشيئا وبعد أربع سنوات أصبح الشاب من كبار المستوردين للأجهزة الكهربائية بأنواعها المختلفة , وكان لايبخل في أعمال الخير , من دعم للجمعيات الخيرية والأسر المستورة ومساعدة الطلبة في دراستهم, وكل من كان يقصده للمساعدة يساعده وذاع صيته في المدينة .
وقصده يوما رجلا للمساعدة تظهر عليه علامات البؤس الشديد ولكن الظروف جعلته بحاجة للمساعدة بعد أن خسر كل أمواله وشركاته في السفر والبورصة ولعب القمار
فنظر الشاب إلى الرجل وسأله: اليس أنت صاحب المصنع الذي طلبت من شاب جاء ليعمل عندك حارسا قبل أربع سنوات؟ ولكنك طلبت منه مالا مقابل أن يحصل على هذه الوظيفة ,فرد عليه بحزن نعم أنا ومن ساعتها تدهورت اعمالى وخسرت كل أموالى وأنت كماترانى لااملك شيئا استر به جسدي العاري زوجتي واولادى طردوني من البيت بعد أن خسرت كل شيء
فتبسم الشاب وقال: الم تعرفنى يارجل؟
فنظر الرجل بعينيه المرهقتين من كثر بكائه على حاله ووضعه المأساوي , سامحني يابنى نظري على قدي ولم امتلك قرشا لشراء نظارة
من أنت يابنى ؟ وهل تعرفني من قبل؟
تأثر الشاب كثيرا وانهمرت دموعه , وبصوت متلعثم رد الشاب عليه أنا أعرفك جيدا
أنا الشاب الذي تقدم لك لوظيفة حارس قبل أربع سنوات وطلبت منى 1000 دولار تامين لقطعة السلاح لحراسة مصنعك
فسقط الرجل على الأرض ليقبل قدم الشاب أن يسامحه
فسحبه الشاب وقال معاذ الله أن تقبل قدمي
اتعرف كل هذه الشركات التي امتلكها أنت السبب فيها ولذلك أنا سوف أساعدك لتعود وتبنى نفسك من جديد.
واخذ يقبل الشاب , وسأله كيف بنيت كل هذه الشركات ؟!
رد عليه الشاب وبكل تواضع من الزبالة
تخيل لوعملت عندي حارسا.. فأين ستكون اليوم؟
أجاب الشاب بعد تفكير ... متسولا متلك.
ماذا استفدت بعد قرائتك؟