كانت مصر تشمل منذ عهد مينا قسمين مختلفين ، من الناحية الجغرافية ، وكذلك من ناحية التقاليد الفرعونية التي ترمز لها بالتاج المزدوج .
وهذان القسمان ، أحدهما وادي النيل من الشلال الأول حتى بداية الدلتا ويسمى مصر العليا أو مملكة الجنوب ، والآخر هو الدلتا ويسمى مصر السفلى أو مملكة الشمال .
وكانت مصر العليا ومصر السفلى تنقسمان إلى عدد من الأقاليم ، أطلق الإغريق عليها أسم نوموي ، ويقال إن مصر كانت تشمل 33.333 مدينة في عهد بطلميوس الثاني ، وإذا كان الاصطناع يبدو جليا في هذا الرقم ، فإنه مع ذلك لا يبعد عما يرويه الؤرخين من أنه كان يوجد في مصر في عهد بطلميوس بن لاجوس أكثر من 30.000 مدينة ، وإن مصر كانت لا تزال أكثر بلاد العالم ازدحاماً بالسكان وإن عددهم قديماً كان يبلغ نحو من سبعة ملايين ، ولا يقل عددهم (حوالي 30 ق.م) عن ثلاثة ملايين .
وقد أحتفظ البطالمة بهذا النظام التقليدي ، نظام تقسيم البلاد إلى مصر العليا ومصر السفلى وتقسيم كل من هذين القسمين إلى أقاليم أو مديريات ، وكانت لكل مديرية رابطة وحدة ، تتمثل بوجه خاص في عبادة إلهها الأكبر أو ثالوثها المقدس ، وكانت العبادة المحلية تختلف من مديرية إلى أخرى ، بل كانت تنشأ مصادمات عنيفة بين المديريات المتجاورة بسبب الديانة ، ويذكر بعض المؤرخين عن وجود أحقاد دينية قديمة العهد بين قفط ودندرة ، وبين مديريتي كينوبوليس وأوكسيرينخوس .
وتختلف أسماء المديريات وعددها في المصادر المختلفة ، فكان يطلق أسم منطقة طيبة على مديريات الوجه القبلي ، وكان يوجد 26 مديرية إلى جانب منطقة طيبة التي كانت تضم عشر مديريات ، وتشير بعض الوثائق المصرية القديمة إلى وجود أربعين مديرية .
ويذكر بعض الؤرخين أنه كان يوجد في كل من الدلتا ومصر العليا عشر مديريات ، لكن هذه المساواة في عدد المديريات بين الدلتا ومصر العليا لم يكن لها وجود في عصر البطالمة ، إذا صح أن عدد المديريات في مصر كلها كان لا يقل عن ست وثلاثين مديرية .